مشهد من ازمير
الرمسة –
انتشلت فرق الإنقاذ والبحث التركية، السبت امرأة وثلاثة أطفالها أحياء من تحت أنقاض مبنى منهار، بعد نحو 23 ساعة من وقوع زلزال أزمير.
الزلزال القوي في بحر إيجه، أسفر عن مقتل 51 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 800 آخرين وفق ما اعلنه نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، اليوم الأحد، فيما استمرت أعمال الإنقاذ بالمدينة وسط المئات من الهزات الارتدادية في المنطقة.
وبلغت قوّة الزلزال، الذي ضرب أجزاءً من اليونان أيضًا، 6.6 درجات، وتسبّب في انهيار المباني في إزمير، ثالث أكبر مدن تركيا، وحدوث موجات اشبه بتسونامي محدودة في منطقة سفير حصار والجزيرة اليونانية. وتبعته مئات الهزات الارتدادية.
وقُتل 51 شخصًا في الأقل في إزمير، بينهم امرأة مسنة غرقت في كارثة تسونامي. لكنّ فرق الإنقاذ أجرت اتصالات، السبت، مع سهير بيرينجيك البالغة من العمر 38 عامًا وأطفالها الأربعة (في سن 3 و7 و10 سنوات)، داخل مبنى متهدم في إزمير وأفرغت ممرًا لإخراجهم.
وأخرجت الأم وثلاثة من أطفالها واحدًا تلو الآخر من تحت الأنقاض وسط تصفيق رجال الإنقاذ، وذكرت وكالة “الأناضول” أنّ الجهود ما تزال جارية لإنقاذ الطفل المتبقي.
وقال وزير البيئة والتخطيط العمراني، مراد كوروم، إنه تم إنقاذ حوالي 100 شخص من بين الأنقاض، مشيرًا إلى أن نحو 5000 من أفراد فرق الإنقاذ يعملون على الأرض.
الى ذلك لقي مراهقان في جزيرة ساموس حتفهما بعد أن سقط عليها جدار، وقالت السلطات الصحية إن ما لا يقل عن 19 شخصًا أصيبوا في الجزيرة، بينهم اثنان، أحدهما يبلغ من العمر 14 عامًا، تم نقلهما جوًا إلى أثينا ونقل سبعة إلى المستشفى في الجزيرة.
وقالت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، إن 885 شخصًا أصيبوا في إزمير وثلاث محافظات أخرى. وقال وزير الصحة إن سبعة أشخاص يتلقون العلاج في العناية المركزة، ثلاثة منهم في حالة حرجة.
كما تسبب الزلزال في حدوث تسونامي محدود على الساحل التركي، حيث غمرت مياه البحر شوارع مدينة فاتي، الميناء الرئيسي في البلدة. وحذّرت السلطات الأفراد وطالبتهم بالابتعاد عن الساحل وعن المباني التي يحتمل أن تكون قد تضررت.
#video | #Mother and her 3 #children were #rescued from rubble 23 hours after #earthquake in #Izmir, while efforts are underway to pull out her other child pic.twitter.com/IrJLIViKtn
— ANADOLU AGENCY (ENG) (@anadoluagency) October 31, 2020
وشعر سكان الجزر اليونانية الشرقية وحتى أثينا وبلغاريا بالزلزال. بينما في تركيا، هزّ مناطق بحر إيجة ومرمرة، بما في ذلك إسطنبول، التي قال حاكمها إنه لم ترد تقارير عن وقوع أضرار في المدينة الأكبر في تركيا.
وتقع تركيا على خطوط صدع وهي عرضة للزلازل. وفي عام 1999، قتل زلزالان قويان حوالي 18 ألف شخص في شمال غرب تركيا.
وحذّرت السلطات السكان في إزمير من العودة إلى المباني المتضررة، قائلة إنها قد تنهار جراء التوابع القوية. وأفادت وكالة أنباء “دوغان” الخاصّة أن الكثير من السكان أمضوا الليل في الشوارع خائفين من العودة إلى منازلهم، حتى لو لم يتعرضوا لأضرار.
وأرسلَ أكثر من 3000 من أفراد الإنقاذ إلى إزمير، بالإضافة إلى إمدادات إغاثة. وأقام الهلال الأحمر التركي مطابخ لتقديم الطعام.
وفي عرض تضامن نادر في الأشهر الأخيرة من العلاقات الثنائية المتوترة، أصدر مسؤولون حكوميون يونانيون وأتراك رسائل تضامن متبادلة بينما أجرى رئيسا اليونان وتركيا محادثة هاتفية.
وقال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، السبت، قبل توجهه إلى ساموس، حيث زار عائلات المراهقين اللذين قتلا، “أشكر الرئيس إردوغان على استجابته الإيجابية لدعوتي”.
وهز يوم الجمعة الماضي، زلزال بلغت قوته 6.6 درجة على مقياس “ريختر” ولاية إزمير بغرب تركيا، تسبب في تدمير نحو 20 مبنى.