الرمسة (وكالات)
خفف وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن بعد يوم على توليه منصبه، من الاندفاع حول حدوث تغير جذري بموقف بلاده من الاتفاق النووي الايراني.
وطالب بلينكن في أول مؤتمر صحافي إيران بالعودة للالتزام باتفاقها النووي قبل أن تقوم واشنطن، التي انسحبت من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، بخطوة مماثلة.
وقال :”الرئيس بايدن أوضح أنه إذا أوفت إيران مجددا بكل التزاماتها” باتفاق 2015 “فإن الولايات المتحدة ستفعل الأمر نفسه”.
واشار الى انه إذا عادت إيران للالتزام بالاتفاق، فستسعى واشنطن لبناء “اتفاق أطول وأقوى” يتناول مسائل أخرى “صعبة للغاية”.
ولم يحدد بلينكن هذه المسائل لكن بايدن سبق وقال إنها تشمل تطوير إيران صواريخ باليستية ودعمها قوات تعمل بالوكالة في بلدان مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وابلغ بلينكن الصحفيين : “إيران متوقفة عن الالتزام على عدد من الأصعدة وستستغرق عودتها بعض الوقت.
واضاف :”إذا اتخذت ايران هذا القرار، للعودة إلى المسار الصحيح، سيستغرق الأمر كذلك وقتا حتى نتمكن من تقييم ما إذا كانت تفي بالتزاماتها…”ما زلنا بعيدين جدا عن ذلك. هذا أقل ما يمكن قوله”.
ولم يوضح بلينكن الطريقة التي ينوي فيها حل هذه المشكلة كما لم يحدد المسؤول الأمريكي الذي سيرأس فريق المحادثات مع إيران.
وتأتي تصريحات وزير خارجية امريكا بينما دعت روسيا وإيران الثلاثاء الولايات المتحدة إلى انقاذ الاتفاق النووي لتحترم إيران التزاماتها. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدى استقباله نظيره الإيراني محمد جواد ظريف إن “القضية المطروحة جدا راهنا هي إنقاذ (الاتفاق) ونحن، مثل إيران، نتمنى العودة إلى تنفيذه التام والكامل”.
وببدو من تصريحات بلينكن ان المفاوضات حول الاتفاق النووي ستكون شاقة على الأرجح لأن إيران تطلب العكس، وتريد أن تقوم واشنطن بالخطوة الأولى عبر رفع العقوبات الأميركية قبل أي شيء آخر.
وفي وقت سابق قالت طهران إنها ستعود إلى الاتفاق النووي إذا عادت واشنطن إلى تنفيذ التزاماتها، مضيفة أن. القضايا الصاروخية والاقليمية لم تكن ولن تكون ” جزءا من الاتفاق النووي”.
وذكرت إيران بايدن بعد يومين فقط من توليه مهامه الرئاسية، بما تعتبره متطلبات لإنقاذ الاتفاق النووي.
ففي مقال نشره في مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، قال ظريف “على الحكومة الجديدة في واشنطن حسم خيار أساسي: تبني سياسات إدارة ترامب الفاشلة ومواصلة السير على طريق ازدراء التعاون والقانون الدوليين… أو يمكن أن يختار بايدن طريقا أفضل عبر إنهاء سياسة +الضغوط القصوى+ الفاشلة التي تبناها ترامب والعودة إلى الاتفاق الذي تخلى عنه سلفه”.
ويفترض أن يمنع الاتفاق الذي أبرم في 2015، إيران من امتلاك قنبلة ذرية.
لكن في 2018، أغلق الرئيس الجمهوري السابق الباب معتبرا أن الاتفاق لا يكفي لوقف “الأنشطة المزعزعة للاستقرار” للجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط. وفي هذا الإطار أعاد فرض كل العقوبات الأميركية ثم شددها، على إيران التي تراجعت بدورها تدريجيا عن القيود المفروضة على برنامجها النووي.
لكن بايدن يرى أنه يجب إنقاذ هذا الاتفاق قبل كل شيء لتجنب ظهور إيران نووية