• من هم العلماء العرب الذين عملوا في النووي العراقي؟
• كيف تعامل العراق مع الجانب الأمني وما هي تكاليف المشروع؟
• اغتيال يحيى المشد ودور الموساد في قتل العلماء العرب.
• علاقة تسيبي ليفني ودورها كقاتلة في الموساد.
• نقلنا خلال 3 اسابيع اكثر من 100 طن يورانيوم خام الى العراق.
مقابلة اجراها محمود خليل
اعدها للنشر محمد محيسن
الرمسة – (خاص)
(الحلقة السادسة)
في يوم الجمعة 13 يونيو عام 1980م عُثر في الحجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس، على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة، مهشم الرأس ودماؤه تغطي سجادة الحجرة بعد أن اغتالته مخابرات الموساد الإسرائيلية.
وأُغلق التحقيق الذي قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول.
هذا ما أدت إليه التحقيقات الرسمية التي لم تستطع أن تعلن الحقيقة التي يعرفها كل العالم العربي وهي أن الموساد وراء اغتيال المشد.
في هذه الحلقة يتحدث المدير العام في الطاقة الذرية سرور ميرزا حول الحرص الأمني الذي كانت منظمة الطاقة الذرية العراقية تتبعه ، كما يتحدث عن الكلف الاقتصادية للمشروع الوطني لهذا المشروع .
يقول ميرزا .. كنا في العراق شديدي الحرص على الجوانب الأمنية خلال العمل في مشروعنا الطموح للطاقة الذرية .
فمثلا عندما أحضرنا مواد خام خاصة بالمشروع من النيجر ، كنت انا وشخص آخر وبتوجيه من رئاسة المنظمة نسافر وتأتي طائرات شحن وهي عراقية، وبالرغم من ذلك كنا نتعامل معها وفق الأصول ، حيث كنت أقوم بدور متكامل وكأنني ممثل للخطوط الجوية العراقية فأقوم بدفع رسوم الأرضيات التي ستقف عليها الطائرات، وأقوم بدفع مصاريفهم إضافة إلى مصاريف الجانب النيجيري .
وقد استطعنا خلال ثلاثة أسابيع نقل أكثر من 100 طن المواد الخام إلى العراق بشكل منتظم .
احد أهم القضايا التي كانت توصي بها منظمة الطاقة الذرية العراقية هو زيادة الوعي الأمني لدى العالم العراقي ، وبالتالي كان هناك متطلبات أمنية ، الا ان المراقبين الدوليين كانوا يرفضون حتى ان نكون حريصين امنيا .
أما فيما يتعلق بتكلفة البرنامج النووي العراقي .. هنا اود اسميه البرنامج الوطني لإنتاج الطاقة النووية فقد كان في حدود 780 مليون دولار ، إضافة الى كلف الاتفاقيات مع الجانب الفرنسي والايطالي والتي بلغت قرابة ال (500 مليون) دولار، ويمكننا إضافة الكلف التشغيلية والمتمثلة بأجور ورواتب العاملين في المشروع والذين قارب عددهم على السبعة آلاف ، سواء كانوا فنيين وعمال أو إداريين وعلماء.
اما عن العلماء الأجانب الذي كانوا يعملون في مشروعنا الوطني فلا يوجد الا العالم الفرنسي الوحيد الذي قتل في قصف المفاعل ،حيث كانت الأجور على عاتق الشركة الفرنسية وذلك ضمن الاتفاقية الموقعة معهم .
وفيما يتعلق بالعلماء العرب، فقد كان لدينا عالمين اثنين فقط ، وهما عالمان مصريان احدهما اغتيل في فرنسا وهو يحيى المشد ، وعالمة فيزيائية عادت إلى مصر بعد ذلك.
والعالم يحيى المشد الذي اغتيل في فرنسا ، كان خبيرا بحسابات الوقود ، ولما عرف الإسرائيليون الإمكانات التي يتمتع بها قتلوه .
الجميع يعرف من قتل هذا العالم الفذ والنابغة، الإسرائيليون يعترفون بذلك أيضا ، وإضافة الى عترافهم بذلك ، قاموا بنشر ذلك في كتبهم ومنشوراتهم ، ففي كتاب صدرت الطبعة الأولى منهه في كندا والمسمى (عن طريق الخداع) لمؤلفه فيكتور أوستروفسكي والمولود في كندا من أب كندي وام يهودية يتحدث بصراحة ووضوح عن عميلة الموساد تسيبي ليفني التي شغلت منصب وزيرة خارجية اسرائيل ،والتي استطاعت التعرف على عدد من المتدربين العراقيين وعملت علاقات صداقات كثيرة مع العرب المقيمين في فرنسا، واستطاعت عن طريق احد المتدربين العراقين معرفة الكثير من التفاصيل عن المشد وعرفت انه سيحضر الى فرنسا ومكان إقامته ، ليتم اغتياله.
كما ان الكتاب يشير الى دور ليفني في اغتيال المشد ويلقي الضوء على دور الموساد في اغتيال العلماء العرب ذوي الاختصاصات النادرة وكذلك اغتيال الفلسطينيين ذوي المواقع الحساسة.
أرسلت المخابرات العراقية هذا الكتاب لنا ، وبحثنا جديدا عن هذا الشخص ولكنا لم نعرفه ، ولكن بالتأكيد ان المعلومات التي حصلت عليها ليفني ، حصلت عليها من خلال ذلك الشخص المتدرب في فرنسا.
وتاليا مقال نشره موقع “الرمسة ” في نوفمبر الماضي للسيد ميرزا حول دور الموساد باغتيال العلماء العرب