الرمسة – (باريس)
اتهمت تركيا، الثلاثاء، المجلة الأسبوعية الفرنسية الساخرة شارلي إبدو بارتكاب “عنصرية ثقافية” بسبب رسم كاريكاتوري على صفحتها الأولى من نسختها الأخيرة عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وكتب مسؤول الإعلام في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، على تويتر: “ندين هذا الفعل المثير للاشمئزاز من قبل مطبوعة تنشر العنصرية الثقافية والكراهية”.
وأضاف “أجندة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المناهضة للمسلمين تؤتي ثمارها! نشرت شارلي إبدو للتو سلسلة من الرسوم الكاريكاتورية المهينة لرئيسنا”.
ونشرت المجلة الفرنسيّة مساء الثلاثاء، عبر حسابها في موقع “فيسبوك”، صورةَ كاريكاتورية لـ “إردوغان،” بشكل سيء وتظهره بملابس داخلية وهو جالس يشرب الجعة، فيما يرفع ثوب امرأة محجّبة لتظهر مؤخّرتها. وفوق الصورة عنوان: “إردوغان – لديه الكثير من المرح حين يكون وحده” وستُطبع الصورة الرسمة على غلاف عددها اليوم الاربعاء.
Erdogan : dans le privé, il est très drôle !
Retrouvez :
👉 Laïcité : zoom sur le CCIF par @LaureDaussy
👉 Voyage dans la crackosphère parisienne par @AntonioFischet8 et Foolz
👉 Reportage à Lunéville et son théâtre par Juin➡ Disponible demain ! pic.twitter.com/jxXqKrvXbK
— Charlie Hebdo (@Charlie_Hebdo_) October 27, 2020
وجاءت رسوم شارلي إبدو الأخيرة بينما تتصاعد حرب كلامية بين أردوغان وماكرون وزعماء أوروبيين آخرين بعد ذبح شاب من أصل شيشاني، صمويل باتي، وهو معلم بالمدرسة الإعدادية كان قد عرض على تلاميذه رسوما للنبي محمد خلال درس عن حرية التعبير في حصة التربية المدنية.
وكان إردوغان، جدّد الأحد دعوته لنظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالخضوع إلى فحوص لصحته العقلية بعد يوم على استدعاء باريس سفيرها لدى أنقرة على خلفية تصريحات مماثلة. وفي المقابل، ندّدت فرنسا بما وصفته بـ”تأجيج للكراهية” من جانب تركيا.
وقال الرئيس التركي في خطاب متلفز إن ماكرون “مهووس بإردوغان ليل نهار”.
وأضاف إردوغان: “لذا عليه (ماكرون) حقا الخضوع لفحوص” لصحته العقلية.
وتعهد ماكرون بأن تلتزم فرنسا بتقاليدها وقوانينها العلمانية التي تضمن حرية التعبير والتي تسمح لمطبوعات مثل شارلي إبدو المناهض للدين بإنتاج رسوم كاريكاتورية للنبي محمد.
ولقي ماكرون، ردود فعل داعمة في أوروبا. لكن في العالمين العربي والإسلامي، تسببت تصريحاته المسيئة للإسلام والمسلمين بخروج تظاهرات غاضبة.
وتتواصل في عدد من الدول العربية والإسلامية حملات مقاطعة البضائع الفرنسية، ردا على تصريحات ماكرون بشأن الرسوم المسيئة للنبي محمد.
ومع تصاعد الاحتجاجات، دعت الخارجية الفرنسية مواطنيها في بيان إلى اتباع إرشادات السفارات الفرنسية أو القنصليات ذات الاختصاص.
وكانت مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية قد نشرت 12 رسما كاريكاتوريا مسيئا للنبي محمد عليه السلام، عام 2006، ما أطلق العنان لموجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي وتعرض مقر المجلة لهجوم مسلح في 2015، قُتل فيه 12 شخصا.