الرمسة (القدس المحتلة)
توفى المسن الفلسطيني بدر الرجبي الرفاعي والمعروف بمواظبته على الرباط والصلاة بالمسجد الأقصى المبارك، عن عمر ناهز 97 عاما.
ويعد الحاج الرفاعي، المولود في القدس عام 1925 أحد الوجوه البارزة في فلسطين، ويتمتع بعلاقات وطيدة مع آلاف المواطنين في مسقط رأسه القدس. وقد عرف بمواقفه ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأمضى حياته مجاهدا مرابطا.
وفي احد اللقاءات التلفزيونية معه قال: “أنا مواليدي 1925، عشت هنا في القدس، جابوني أهلي في القدس، وأنا الوحيد لحالي، شفت الحرب العالمية الثانية، الطيارة ترمي عالماشي تقتل، دخلوا القدس، هجّجوا اللي فيها، يهود، كلها يهود صارت.. الفرض في الأقصى بألف.. بدي أظل في الأقصى، وأموت في الأقصى، وأدافع عن الأقصى بأسناني وأظافري”
ونعته الهيئة الإسلامية العليا في القدس، وهو من الشخصيات المؤثّرة، وكلماته صادقة معبّرة، الأمر الذي جعله يدخل قلوب آلاف المقدسيين.
والرفاعي من سكان حي “واد الجوز” بالقدس، واشتهر بصرخة نقلتها كاميرات الإعلام عندما اغلقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بوابات المسجد الاقصى في يوليو/ تموز 2017 قال فيها:”أين أنتم ياعرب..وا إسلاماه”،وطرق باب الأقصى بعصاه مستنكرا إغلاقه، ومطالبا بفتحه وهو يردد:الله أكبر ولله الحمد، حسبي الله ونعم الوكيل، وااا إسلاماه”
كان قلبه معلّقًا بالمسجد الأقصى، وأمضى حياته في باحاته، كان مرابطًا عنيدًا، لا يخاف الاحتلال بل يواجهه بكل قوّته، يحبه روّاد المسجد ويعرفونه بـ”أبو إبراهيم”.
وكتب المحامي في شؤون الأسرى خالد زبارقة، في تدوينة عبر صفحته على “فيسبوك” عقب خبر الوفاة: “هذا الرجل (الحاج الرفاعي) جسد معنى الرباط في القدس والأقصى بأعمق معانيه”.
وأضاف: “أذكره وهو يقف أمام بوابات الأقصى وهو يصرخ وا إسلاماه وا إسلاماه… ذلك هو الطريق الطبيعي الذي يوصل إلى الحقيقة المطلقة وكل ما سواها إنما طرق تتصادم مع سنن الله في الأرض”.
وبدأت معركة البوابات الإلكترونية بالمسجد الأقصى في 14 يوليو/تموز 2017، حينما أغلقت إسرائيل المسجد ومداخل البلدة القديمة ومنعت إقامة صلاة الجمعة في سابقة منذ احتلال القدس عام 1967.
وبعد رفض شعبي ورسمي فلسطيني لهذا الإجراء، رافقه تضامن عربي وإسلامي؛ اضطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي للتراجع عن البوابات الإلكترونية.