الرمسة- فريق التحرير
على طريقة الأغنية المأثورة ” يا معود بدها تكتيك”، يبدو أن حركة حماس التي كانت تتشدق برغبتها في المصالحة وموافقتها على إجراء الانتخابات ، متهمة الطرف الاخر بأنه من يرفض المصالحة ، وترميه بالعديد من الاتهامات دون أن يتورع قادتها عن الاستشهاد بما تيسر من نصوص فقهية وعلمانية أيضاً، في محاولة ساذجة لوضع حركة فتح في موقف المتهم.. يبدو أنها لم تمل اللعبة بعد، بعد تنصلها من إتفاق اسطنبول، وإعادة الوضع الفلسطيني إلى المربع الأول.
بيد أن حركة حماس ليست ساذجة أبداً، لكنها تتصرف إنطلاقا من مخطط براغماتي متدثر بلحى إسلامية ورهانا على ” البندول الأمريكي”، فبعد ان وقعت اتفاق المصالحة بالخطوط العريضة مع حركة فتح في تركيا تراجعت عن ذلك في سياق حمى الانتخابات الامريكية ونتائج الاستطلاعات التي تميل كفتها الديمقراطيين الذين وقعوا اتفاقاً مع ايران وجماعة الاخوان المسلمين في عهد اوباما بتسليمهم السلطة، وسط توقعات بان المرشح جو بايدن في حال فوزه بالرئاسة سيسلك نهج رئيسه اوباما ووزير خارجيته هيلاري كلينتون.
وعلى مر تاريخ ” المصالحات” كانت حماس هي التي تفشل الجهود المبذولة في اللحظات الاخيرة في سياق رهانها على الظرف السياسي الدولي ، و هذا يصب في مصلحة مرجعيتها جماعة الاخوان المسلمين التي تعمل بأوامر منها ولصالحها.
ودائما كانت الحسبة المصلحية الضيقة لحركة حماس اهم وافضل بالنسبة لها من مصلحة القضية الفلسطينية ونيل الشعب الفلسطيني حريته وحقوقه، نظراً لأن جماعة الاخوان لا تعترف أصلاً بشيء اسمه دولة فلسطينية في ظل برنامجها المعروف في هذا السياق وهو الخلافة .
وهيك “لازم تكون حماسي تكتكجي ابن تكتكجي.. ويا معود بدها تكتيك!؟.. فحماس ستبقى تتكتك حتى النهاية.