الرمسة(القدس المحتلة)
يحيط الغموض بالشابة الإسرائيلية التي عبرت الحدود إلى سوريا، فيما لا تزيد التصريحات الإسرائيلية بخصوص الأمر إلا مزيداً من الغموض. ولا تبدو القصة التي روجت لها الصحف العبرية من ان الفتاة قامت بمغامرة بعبورها للحدود مقنعة، ولا حتى بكونها عاشقة على علاقة عاطفية مع شاب من الجولان، وما قيامها بعبور الحدود إلا للقاء به.
وزادت مصادر إسرائيلية إلى اسباب عبورها للحدود سبباً آخر يتمثل بان الفتاة عميلة لجهة عربية مما قد يفسر عبورها للحدود، لكن أجهزة الأمن الاسرائيلية نفت أن تكون المستوطنة التي شملتها صفقة التبادل الإسرائيلية – السورية ، على اتصال بـ”عناصر إرهابية أو جهات معادية”، مشددة على أن عبورها للحدود كان بهدف “المغامرة”.
وخضعت الشابة الإسرائيلية (22 عاما) إلى تحقيق في جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، قبل أن تنتقل للتحقيق في جهاز الشرطة الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يتم إطلاق سراحها في وقت لاحق، لتخضع إلى الحبس المنزلي.
والمثير أن الفتاة لم تعبر خلال التحقيقات عن ندم أو اعتذار، وقالت: “كنت أبحث عن مغامرة، وقالت: لم أكن أخطط لمقابلة شخص معين. سورية بالنسبة لي كانت محطة أخرى في الرحلة”.
وكتبت الشابة على صفحتها بموقع فيسبوك أنها لا تعترف بالحدود.
ونقلت القناة العامة الإسرائيلية (“كان 11”) نقلا عن مصادر في أجهزة الأمن الإسرائيلية أن “الشابة خضعت للتحقيق في سورية بعد القبض عليها، لكنها لم تتعرض لسوء المعاملة أو التعذيب أثناء وجودها هناك”.
بيد ان السؤال الأخطرهو : ما الذي يدعو الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو إلى إبداء كل هذا الإهتمام بها، لماذا لا يهتم مثلا بعملية تبادل الأسرى مع حماس؟. مما قد يفسر بأن لهذه الفتاة اهمية ما.
من هي هذه الفتاة وما هي اهميتها لكي تتحدث وسائل الاعلام الاسرائيلية عن ان حكومة نتنياهو ابدت استعدادها ببند سري لصفقة التبادل لدفع الملايين مقابل لقاح سبوتنيك الروسي لصالح سوريا ؟.
هل هي جاسوسة ام مغامرة ام عاشقة ام ماذا ؟ ولماذا يحيط كل هذا الغموض بإختراقها للحدود وصفقة التبادل التي أعادت لها حريتها.
ورغم النفي السوري ونفي نتنياهو الا ان الاعلام الاسرائيلي مصر على ان هناك بندا في الصفقة حول لقاح كورونا ، إنما بقالب مختلف.
وفي تصريح لصحيفة “يديعوت أحرونوت ” قال مسؤول سياسي إسرائيلي إن تمويل إسرائيل شراء لقاحات “سبوتنيك” من روسيا لصالح سورية، في إطار صفقة التبادل وإعادة الشابة الإسرائيلية من سورية إلى إسرائيل، هو “بادرة نية حسنة للروس، الذين لعبوا دورا هاما في الوساطة”.
وتغير في التسريبات الإسرائيلية حول اللقاح أن المسؤول الإسرائيلي ذكر أنه ” إرضاء لروسيا”.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن روسيا هي التي طلبت التعتيم على اللقاحات في إطار صفقة التبادل لاعتباراتهم الخاصة، وأنه تم إبلاغ الوزراء بذلك خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الطارئ، يوم الثلاثاء الماضي، وطولبوا بالتوقيع على اتفاق يمنعهم من التحدث حول “البند السري”، الذي فرضت عليه الرقابة العسكرية.