باريس -الرمسة
توقعت وثيقة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية بظهور جائحة كورونا التي تهدد بقتل ثلثي سكان العالم وظهور خلافة تنظيم داعش.
والمثير أن هذه الوثيقة التي تضمنت دراسة مستقبلية للسي اي ايه لم تكن سرية، لكنها نشرت حين ظهورها في تشرين الثاني/ نوفمبر العام 2008، أي قبل 12 سنة من ظهور كورونا وفقا للموقع الإخباري الفرنسي المتخصص “global watch analysis”
الوثيقة تبنت سيناريو مفصل عن تطورات تفشي فيروس كورونا منذ ظهور الحالات الأولى لـ Covid-19 في ووهان ، الصين، ووصولا إلى خروجه عن السيطرة.
وكانت الوثيقة عبارة عن النسخة الرابعة من دراسة مستقبلية أجرتها وكالة المخابرات المركزية ، والتي تهدف إلى التنبؤ بالتطورات الرئيسية التي قد يواجهها الوضع العالمي خلال العقدين المقبلين.
ونجحت النسخة السابقة من هذه الدراسة التي صدرت عام 2004 والتي تحمل عنوان “رسم خريطة المستقبل العالمي” ، والتي تهدف إلى رسم حالة العالم بحلول عام 2020 ، في توقع إنشاء “الخلافة الجديدة” ، قبل ظهور تنظيم داعش بعشر سنوات !
إن البحث عن مسببات جائحة فيروس كورونا الذي يجتاح العالم حاليًا هو أحد “السيناريوهات” المذكورة في طبعة 2008 من هذه الدراسة بعنوان “الاتجاهات العالمية 2025: عالم متحول”.
وتوجد في الصفحة 75 ، عنوانا هو : “الظهور المحتمل لوباء عالمي”.
لا يشير «السيناريو» المذكور في الوثيقة إلى عائلة الفيروسات التاجية فحسب ، بل إنه يحدد أنه يمكن أن تكون سلالات مختلفة من الإنفلونزا مثل فيروس السارس ، لكن Covid-19 هي واحدة من هذه السلالات (الاسم العلمي لـ Covid-19 هو سارس – CoV – 2)!
ماذا يتوقع هذا “السيناريو” الذي وضعته وكالة المخابرات المركزية فيما يتعلق بمظهر وتطور هذا الوباء؟
في البداية ، تنبأ بأن «ظهور مرض تنفسي بشري جديد ومنتقل وخبيث ولا توجد إجراءات مضادة مناسبة له يمكن أن يؤدي إلى جائحة عالمية».
وفيما يتعلق بطبيعة هذا الوباء والخصائص المعدية له ، يحدد «السيناريو» أن «ظهور مرض وبائي يعتمد على الطفرة الجينية الطبيعية أو إعادة تصنيف سلالات المرض المنتشرة حاليًا أو ظهور مُرِض جديد في البشر”.
و يعتبر الخبراء أن سلالات إنفلونزا الطيور الشديدة الإمراض (HPAI) ، مثل H5N1 ، من المحتمل أن تكون مرشحة لمثل هذا التحول ، ولكن مسببات الأمراض الأخرى – مثل “فيروس السارس التاجي أو سلالات الإنفلونزا الأخرى – لديها أيضًا هذه الإمكانات ».
أما أسباب انتشار مثل هذا الفيروس على نطاق عالمي ، فإن «السيناريو» يحذر من أنه «إذا ظهر مرض وبائي ، فمن المحتمل أن يحدث أولاً في منطقة تتسم بكثافة سكانية عالية وارتباط وثيق بين البشر والحيوانات ، مثل مناطق كثيرة في الصين وجنوب شرق آسيا ، حيث يعيش السكان على مقربة من الماشية، مشيراً إلى أنه ” يمكن أن تسمح ممارسات تربية الحيوانات غير الخاضعة للتنظيم لمرض حيواني مثل H5N1 بالانتشار في مجموعات الماشية – مما يزيد من فرصة التحول إلى سلالة ذات إمكانية لإحداث جائحة”.
ويقول السيناريو: لكي ينتشر المرض بشكل فعال ، يجب أن ينتقل المرض إلى مناطق ذات كثافة سكانية أعلى”.
وفيما يتعلق بأسباب انتشار مثل هذا الفيروس على نطاق عالمي ، فإن «السيناريو» يحذر من أنه «في ظل هذا السيناريو ، فإن عدم كفاية القدرة على المراقبة الصحية داخل دولة المنشأ ربما تمنع التعرف المبكر على المرض، وأن الاستجابة البطيئة للصحة العامة من شأنها أن تؤخر الإدراك بظهور مسببات الأمراض عالية الانتشار.
وأشار إلى انه قد تمر الأسابيع قبل الحصول على نتائج مختبرية قطعية تؤكد وجود مرض يحتمل أن يكون جائحة، و في غضون ذلك ، ستبدأ مجموعات المرض في الظهور في المدن والبلدات داخل جنوب شرق آسيا، وعلى الرغم من القيود المفروضة على السفر الدولي ، يمكن للمسافرين الذين يعانون من أعراض خفيفة أو من دون أعراض حمل المرض إلى قارات أخرى .
في ضوء الدقة المقلقة التي يصف بها هذا “السيناريو” ، الذي تم وضعه في عام 2008 ، الأحداث التي تتكشف أمام أعيننا منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي ، فإن السؤال الأكثر إثارة للقلق هو معرفة ما يتوقعه بشأن التطورات المستقبلية ؟.
على الصعيد الجيوسياسي ، يحذر “السيناريو” من أنه “إذا ظهر مرض وبائي بحلول عام 2025 ، فإن التوتر والصراع الداخلي والعابر للحدود سيزداد احتمالهما مع نضال الدول – بقدراتها المتدهورة – للسيطرة على حركة السكان الساعين لتجنب العدوى، أو الحفاظ على الوصول إلى الموارد ».
أما العواقب الصحية لهذا الوباء ، فإن تنبؤات «السيناريو» ترسل موجات صدمة عبر الأوردة: «تحدث موجات تبرز بها حالات إصاية جديدة بالعدوى كل بضعة أشهر”.
ويضيف: إن عدم وجود لقاح فعال ونقص الحصانة العالمي من شأنه أن يجعل السكان عرضة للإصابة، في هذه الحالة الأسوأ ، فإن عشرات إلى مئات الملايين من الأمريكيين داخل الوطن الأمريكي سيصابون بالمرض وسترتفع الوفيات إلى عشرات الملايين.
خارج الولايات المتحدة ، سيؤدي التدهور الحرج في البنية التحتية والخسارة الاقتصادية على نطاق عالمي إلى إصابة حوالي ثلث سكان العالم بالمرض وموت الملايين ».
الجانب السلبي الوحيد لهذا التنبؤ المرعب: “السيناريو” يحدد أن هذه هي “أسوأ حالة”. لحسن الحظ ، فإن الأسوأ ليس مؤكداً على الإطلاق!.
ويبقى السؤال : طالما وان الجهاز الاستخباري الأمريكي الذي يعد الأقوى في الكون تنبأ منذ 12 عاما بالجائحة ، فماذا اذن فعلت الولايات المتحدة الامريكية التي تقدم نفسها زعيمة العالم الحر لتجنيب البشرية هذه الكارثة الصحية التي تلم بها حاليا؟.
الإجابة ضمن تقديراتنا المتواضعة في ” الرمسة ” هي : لا شيء يذكر .. باستثناء ان رئيسها دونالد ترامب يسعى جهارا بكل غطرسة بلاده. لسرقة إنجازات الآخرين بحثاً عن عقار لكورونا علمًا ان بلاده انفقت مئات الملايين من الدولارات ان لم يكن تريليون دولار او أزيد منذ عام 2008 على التسلح ؟
[…] […]