الرمسة – متابعات
قالت وسائل إعلام أمريكية، ان التقرير الذي أعدته وكالة المخابرات الأمريكية (السي آي ايه) بخصوص مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي خال من أي دليل على المزاعم بشأن علاقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وذكر مراسل قناة CNN الأمريكية لشؤون الأمن القومي، ان “تقرير خاشقجي وضع بناء على تقييم استخباراتي، وليس على أدلة”.
كما اتفقت مراسلة قناة CBS الأمريكية أيضا في ذلك، وقالت إن “التقرير تضمن تكهنات دون معلومات ولم يتضمن أي دليل”.
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن مسؤولين أمريكيين بأن الرئيس جو بايدن قرر عدم معاقبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مباشرة بسبب قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، لأن ثمن معاقبته سيكون باهظا.
وأشار مسؤولون رفيعو المستوى في الإدارة الأمريكية، لم تذكر الصحيفة أسماءهم، إلى أن قرار بايدن يأتي بعد أسابيع من المناقشات مع فريقه الأمني، الذي توصل لاستنتاج مفاده بأنه لا يوجد هناك أي طريق لمنع ولي العهد السعودي من دخول الولايات المتحدة، أو توجيه تهم جنائية إليه دون إلحاق ضرر بالعلاقات مع السعودية، التي تعتبر من أهم حلفاء واشنطن في المنطقة.
وقال المسؤولون، إنه كان هناك توافق داخل البيت الأبيض على أن ثمن الأضرار بالعلاقات مع السعودية سيكون باهظا للغاية، فيما يتعلق بالتعاون بشأن محاربة الإرهاب ومواجهة إيران.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن منظمات حقوق الإنسان كانت تضغط على بايدن لكي يفرض على محمد بن سلمان قيودا متعلقة بالسفر على الأقل، مثلما فعلت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بحق مسؤولين سعوديين آخرين يعتقد بعلاقتهم بالجريمة.
وقال مساعدو بايدن إن البيت الأبيض لن يدعو محمد بن سلمان للزيارة في وقت قريب.
واكتفى التقرير الذي رفعت عنه صفة السرية بترديد اتهامات ظنية تعوزها الأدلة عن دور محتمل لولي العهد السعودي في العملية، التي تم توظيفها إعلاميا من خصوم المملكة على مدى العامين الماضيين.
وفي مؤشر على عجزه عن تقديم أي دليل سعى التقرير لتوظيف تغريدة شهيرة للمستشار السابق سعود القحطاني، عام 2017 قبل مقتل خاشقجي بكثير.
وكان القحطاني قد قال في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر حينها إنه ”لا يقدح من رأسه “ في إشارة إلى أنه لا يتصرف وفق ما تمليه عليه نفسه فقط.
ويثير التقرير علامات استفهام كثيرة حول أهداف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من نشره في هذا التوقيت بالتحديد، خاصة في ظل الإشارة المتباينة التي أصدرتها بخصوص العلاقة مع الرياض.
وفي السياق، قال خبراء ومحللون، إن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها أهداف غير معلنة، وإن التقرير لا يعدو محاولة ”ابتزاز وبلطجة سياسية“، دون وجود ”أدلة“.