الرمسة -(ابوظبي)
يشكل إحتفال دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني الـ49 مناسبة قومية بارزة كونه إحتفال بوحدة عربية ما تزال راسخة البنيان، ففي مثل هذا البوم في 2 كانون أول/ ديسمبر 1971، أعلن عن إتحاد جميع الإمارات السبع، لتبدأ خطى دولة حديثة، حملت تطلعات شعبها نحو المستقبل الأفضل.
ورسم الملامح الأولى للاتحاد وأرسى دعائمه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسار على دربه نجله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي قاد مسيرة العطاء والبناء لتسير الدولة على خطى التقدم والتحديث والإزدهار.
ويستذكر الإماراتيون في مثل هذا اليوم أن حكام إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين وقعوا اتفاقهم التاريخي على إقامة الاتحاد؛ و أقروا دستورا مؤقتا ، ولم تلبث أن انضمت إمارة رأس الخيمة للاتحاد يوم 10 شباط/فبراير 1972ليكتمل عقد الإمارات السبع وتبدأ مسيرة البناء.
وطوال هذه السنوات، طرأت تغييرات كبيرة ونفذت خطوات واسعة لتحقيق إنجازات على كل الصعد العمرانية والاقتصادية والإجتماعية، كان محورها تطوير البلد ودفعه في إلى مصاف الدول المتطورة.
وحققت الإمارات في العام 2020 العديد من الإنجازات، أبرزها التصدي الناجح لجائحة فيروس كورونا التي إجتاحت العالم، ومد يد المساعدة في هذا المضمار للعديد من الدول، كما حققت إنجازاً علمياً قل نظيره بارسال مسبار الأمل إلى كوكب المريخ، لتكون اول دولة عربية تحقق إنجازاَ فضائياً.
وانطلق مسبار الأمل من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن صاروخ الإطلاق “إتش 2 إيه” في رحلته التاريخية لاستكشاف المريخ في 20 يوليو 2020، حيث يصل المريخ بعد 200 يوم من إطلاقه، ثم يبدأ مهمته لدراسة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر. ويصل مسبار الأمل إلى مدار كوكب المريخ في الربع الأول من العام 2021 بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بالذكرى الخمسين لقيام الاتحاد.
إنجاز آخر متميز وتاريخي آخر، أعلنت عنه مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في 1 آب/ أغسطس 2020، ، تمثل في نجاح شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية، في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى.
وعند تشغيلها بشكل كامل، ستنتج محطات براكة الأربع ما يعادل 25% من الكهرباء المستهلكة في دولة الإمارات، وستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرق الدولة كل عام.
بدوره يعكس مشروع “براكة” للطاقة النووية السلمية حجم الجهود التي بذلتها دولة الإمارات في بناء قدرات الكوادر الوطنية للعمل في هذا القطاع، حيث يعمل في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية نحو 244 موظفا 67 % منهم إماراتيون يؤدي 45 % منهم أدوارا قيادية ومهمة ويشغلون مناصب قيادية في الإدارات الفنية بقسم العمليات بالهيئة كما تشكل النساء ما يزيد على 40 % من موظفيها.
وبهذا الإنجاز أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى في العالم العربي والثالثة والثلاثين على مستوى العالم، التي تنجح في تطوير محطات للطاقة النووية لانتاج الكهرباء على نحو آمن وموثوق وصديق للبيئة.